الحمد لله الذي يُنعم على عباده بالنعم ويصرف عنهم الشدائد والنقم ، الحمد لله الذي بيده الخير ، وهو الذي يهب الأجر الكثير والثواب العظيم على العمل اليسير ، وهو على كل شيءٍ قدير .
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله خير الخليقة وأزكاها ، وأبرها وأتقاها ، سيد ولد آدم ، والهادي إلى خير الأقوال والأعمال ، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار ، وصحابته الأخيار ، وسلّم تسليماً كثيراً .
الصورة الأولى
إبراهيم عليه السلام , وزوجه , بعد سنين عديدة , وعقود ماضية, تأتيهما البشارة , وزوجه واقفة ( فبشرناها باسحاق ) لم تنتهي البشارة, فالكريم إذا أعطى أدهش! بل هناك مزيد ( ومن وراء إسحاق يعقوب) فتعجبت!! فقيل لها ( أتعجبين من أمر الله !! ) إنها ( رحمة الله ).
الصورة الثانية
يعقوب عليه السلام, فقد ابنه, وفلذة كبده, وأحب ابنائه إليه, وريحانة قلبه, وهو طفل صغير, والأدهى والأمر, أنه لا يعرف أين هو؟ وهل هي حي أم ميت ؟
وبعد صبر, وعدم قنوط من رحمة الله, وبعد بث الشكوى للرحيم الرحمن, رده الله إليه - قيل في بعض الروايات أنه بعد أربعين سنة- أراد يعقوب عليه السلام عودة ابنه فقط , لم يرد شيئاً آخر,
ولكن الكريم إذا أعطى أدهش!! رده الله وهو نبي, رده الله وهو عزيز مصر ووزيرها,
الصورة الثالثة
يوسف نفسه عليه السلام, ظُلم, وسجن ظلماً وبهتاناً,
( فلبث في السجن بضع سنين )
لم يرد عليه السلام سوى الخروج من هذا السجن الكئيب, ولكنه كان صابراً محتسباً في سجنه, ولكن رحمة الله تجلت في رؤيا الملك!! ففسرها يوسف عليه السلام, فخرج من سجنه ولكن ,,, لكنه خرج عزيزاً مبجلاً
كيف لا !! وهو عزيز مصر,, نعم إن الكريم إذا أعطى أدهش.
الصورة الرابعة
أيوب عليه السلام, ضرب بصبره المثل, ومدحه الله بذلك
( إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب )
فقد أبناؤه وأهله وماله, أصيب بجسده ومرض مرضاً شديداً, ولكنه كان حامداً شاكراً, دعا ربه ولم يصرح بشيء فقال
( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )
ماذا كان العطاء,, استجاب الله دعاءه وشفي من مرضه,
و ولم يتوقف العطاء على ذلك ,,
بل ( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب ) إنها رحمة الله وكرم الكريم.
الصورة الخامسة
زكريا عليه السلام, بلغ به العمر عتياً, واشتعل رأسه شيباً, ونفسه تتوق لولد يخلفه, فكان العطاء,
( يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سمياً )
هذا الغلام, لم يكن مجرد غلام , بل ( وءاتيناه الحكم صبياً ) وكان نبياً.
إنه العطاء.
الصورة السادسة
سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم, في مكة, أوذي في الله ولم يؤذى أحد, وأخيف في الله ولم يخاف أحد,
فصبر وصبر وصبر ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وصبر ,
وفي إحدى الليالي , أسري به إلى بيت المقدس, وأمّ الأنبياء كلهم,, أي شرف عظيم ذلك!! هل انتهى العطاء؟؟
لا,, بل بقي ماهو أعظم
عرج به صلوات ربي وسلامه علي إلى السماء,, وصل إلى السماء السابعة صلى الله عليه وسلم,,
منزلة لم يصل إليها أحد
(وهو بالأفق الأعلى * ثم دنى فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ماكذب الفؤاد ما رأى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى )
فضل عظيم , وكرم لا محدود من الرب المعبود.
الصورة السابعة
خاتمة
قال الله عزوجل في الحديث القدسي:
(يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي . يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ).
رواه الترمذي .
مح ـ ـم ـ ـد
تعليق